إنترنت الأشياء
ما
المقصود بإنترنت الأشياء؟
مصطلح إنترنت الأشياء أو ما يسمى بالإنجليزية Internet of Things ويرمز له بـ IoT، بعيداً عن تفاصيل التقنية يمكن القول أنه ربط الأشياء بالإنترنت، عبر إعطاء كل شيء نريده عنوان إنترنت IP ليرتبط بالشبكة العنكبوتية، وبالتالي يمكن الوصول له عن بعد وإدارته، والتحرر من قيد المكان.
فاصلة:
لا يمكن لأي جهاز أن يتصل بالإنترنت إلا بعد الحصول على عنوان IP فريد، يمثل هذا العنوان هويته الشخصية يمكنه
من التواصل مع الأجهزة الأخرى.
ما
هي الأشياء المقصودة في هذا المصطلح؟
كان
اختيار لفظ الأشياء دقيقاً للغاية ليفتح الأفق الفسيح للتقنية القادمة بلا حدود أو
قيود، فكل شيء يمكن أن يرتبط بالإنترنت حالاً أو مستقبلاً، لذلك تم استخدام لفظ شيء!
لك
أن تتصور أن مستحيلات الأمس القريب صارت واقعاً مألوفاً اليوم، ومستحيلات اليوم قد
تكون واقعاً سهلاً في المستقبل، فأجهزة التكييف الحديثة أصبحت من أشياء الإنترنت،
لأنها تملك عنواناً على الشبكة العالمية وتتصل بالإنترنت عن بعد، فيستطيع الإنسان التواصل
معها بكل يسر دون اعتبار لمكانه الفعلي، يستطيع معرفة درجة حرارة الغرفة وهو خارج
المنزل، ويملك التحكم الكامل بجهاز التكييف عن بعد!
الأشياء
لا حصر لها فأجهزة التلفاز، وغسالة الملابس، والثلاجة، والسيارة، والمدن الذكية بكامل
تفاصيلها متصلة بالإنترنت، بل حتى الحيوانات يمكن أن تكون أشياء متصلة بالإنترنت،
فهناك أجهزة صغيرة للغاية تثبَّت أو تُغرس ببعض الحيوانات البحرية أو البرية تجعلها
متصلة بالإنترنت لتتم مراقبتها بدقة وربما التحكم ببعض سلوكياتها.
ما
هي تحديات إنترنت الأشياء؟
لعل
أبرز التحديات هي ضرورة خلق عناوين إنترنت كافية لهذه الأشياء، و تعاون الحكومات لسرعة
التحول للجيل السادس من بروتوكول الإنترنت، فمن المناسب أن تعرف أن عناوين
الإنترنت الحالية تستخدم الجيل الرابع من بروتكول الإنترنت IPv4، والذي لن يكون كافياً في المستقبل القريب،
ولن يستوعب الانتشار المهول لشبكة الإنترنت، فهو يقدم للعالم قرابة 4.3 مليار
عنوان فقط، ما يشكل قرابة نصف سكان الأرض دون احتساب عناوين الأشياء الأخرى التي يتطلب
كل منها عنوان فريد للاتصال بالإنترنت، أما الجيل السادس من بروتكول عناوين
الإنترنت IPv6 فيقدم عدداً
مهولاً من العناوين يتسع تقريبا لكل شيء، حيث باستطاعته توفير 340 تريليون عنوان،
والتريليون الواحد يساوي ألف مليار! وللمتعة ومقارنة الرقمين بدقة ومعرفة عدد العناوين
في الجيل الرابع والسادس أضعهما أمامكم (:
4,294,967,296 IPv4:
IPv6: 340,282,366,920,938,463,463,374,607,431,768,211,456
أما التحدي الآخر فهو أمن الوصول لتلك الأشياء وأمن ملعوماتها وحمايتها بشكل فاعل من الإختراق والتشويه والانقطاع.
ما العلاقة
بين إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي؟
في الواقع أن العلاقة وطيدة، وهي علاقة انسجام وتناغم وتكامل، بالرغم من أنهما لا يجب أن يرتبطان ببعضهما بالضرورة، فهناك أجهزة تعمل بالذكاء الاصطناعي المتقدم ولكنها غير متصلة بالإنترنت نهائياً مثال غسالة الملابس الذكية الذي ناقشناه في التعريف السابق، كما أن هناك أشياء مرتبطة بالإنترنت خالية تماماً من الذكاء الاصطناعي، مثال بوابة المنزل المرتبطة بالإنترنت، يمكن لصاحب المنزل فتح الباب عن بعد في أي وقت لأن البوابة جزء من إنترنت الأشياء، ولكن هنا لا يوجد ذكاء اصطناعي فعلي في تلك البوابة لأنها لا تتصرف من تلقاء نفسها، ولا تحلل المواقف أو تتخذ قرارات.
ماذا لو دُمج المتناغمين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء؟
الجواب: ستصبح النتيجة
مبهرة وأكثر فاعلية وعصرية، فتلك الغسالة الذكية إذا صارت ضمن إنترنت الأشياء
ستصدر تنبيهاتها وتعليماتها للمستخدم عن بعد عبر هاتفه المتنقل، وربما كانت أكثر ذكاءً
وارسلت رسالة نصية لإدارة المبنى تفيد بانقطاع الماء! بل ربما أنها أرسلت طلباً
لشراء مسحوق الغسيل من المتجر القريب قبيل نفاد المسحوق السابق! ماذا عن بوابة
المنزل؟ ماذا ستقدم بعد دمج الذكاء الاصطناعي لها؟ بالتأكيد ستبهر الجميع، لأنها
ستستشعر مرور الأشخاص قرب البوابة، وربما أصدرت صوتاً أو أضاءت مصباحاً كنوع من التنبيه
الأمني! هي تتعامل مع المواقف الحية بذكاء! بل ربما ازداد ذكاؤها النابع من عبقرية
صانعها ومبرمجها وصارت تلتقط صوراً لمن يتوقف أمامها وترسلها مباشرة إلى هاتف صاحب
المنزل! يمكن أيضاً أن تتعرف على عمليات السطو، ففي حال كسر البوابة أو إتلاف جهاز
الاستشعار ستخبر صاحب المنزل مباشرة، وإن لم يستجب للنداء ستقوم بالاتصال بمركز
الشرطة وتتلو عليهم رسالة صوتية مسجلة مسبقة مخصصة لهذه الحالات تفيد بتعرض المنزل
لاعتداء وتخبر عن العنوان بدقة والتوقيت!
"إذاً الذكاء الاصطناعي إذا مزج بإنترنت الأشياء أصبح عالماً من الإبداع وبحراً من الإمكانيات، وفضاءً فسيحاً من الإبهار!"