ما هي السمات الحيوية؟
السمات الحيوية أو القياسات الحيوية هي كل سمة يتسم بها الشيء سواء كان إنساناً أو حيواناً أو جماد، ويزداد التعريف تفصيلاً إذا عنينا به المصطلح التقني، فتكون كل سمة أو قياس لا يتغير، ويميز الفرد عن غيره، ويمكن للأجهزة والحواسيب أن تقيسه وتخزنه وتستشعره بكفاءة وسرعة وموثوقية.
السمات الحيوية نوعان:
سمة حيوية أصيلة: ويقصد بها السمة الجسدية خلقةً كبصمات الأصابع وقرنية العين وقياسات الوجه ونبرة الصوت وهندسة الأوردة الدموية وغيره.
سمة حيوية سلوكية: ويقصد بها ما ينعكس من سلوك الكائن، كطريقة الحركة أو المشي أو خط اليد والتوقيع وغيره.
السمات الحيوية هوية موثوقة
كانت الهوية في السابق عبارة عن بيانات وصفية، ولعل الاسم أبرز وأقدم ما اعتمده البشر للتعريف بالهوية، ثم وجد الإنسان في الاسم تكراراً وعدم تفرد فأضاف الألقاب وتاريخ الميلاد ومكانه، وبعض المعلومات الوصفية الأخرى، ومن الطريف أن الفطرة تبحث عن التميز والتفرد في إثبات هويات الأشخاص وإن كانت مسيئة، فلذلك شاعت وانتشرت ألقاب للتمييز بين الناس ودامت واستمرت، كالأعرج والأصقه والطويل والقصير إلى آخره.
تطور العلم بعض الشيء فاعتمد الإنسان صورة الوجه كإثبات للهوية، وقد نجحت إلى حد كبير، ولكن مع تطور التحديات والمخاطر من انتحال الهويات باتت صورة الوجه سمة حيوية لا يمكن أن تكون قطعية الثبوت، فالعقل البشري رغم كماله يخفق كثيرا في التفريق بين المتشابهين، لا سيما أن قياسات الوجه وإن كانت من أهم السمات وأكثرها اعتماداً لدى البشر إلا أنها تتكرر كثيرا ويسهل تغييرها.
فكر الإنسان في سمات أخرى أكثر موثوقية لإثبات الهوية، فاعتمد بصمات الأصابع كسمة لا تتكرر حتى بين التوائم أو أصابع الشخص نفسه، واخترع الخوارزميات واستعان بالحواسيب لقياسها وتخزينها ومقارنتها ببعضها وقد نجح رغم التحديات.
احتدم الصراع بين الخير والشر وتمكن العابثون من نسخ وتزوير بصمات الأصابع وطمسها أحيانا للفرار من العدالة، فكان ذلك حافزا للتسابق وتطور التقنيات والتطبيقات والتفكير بسمات أخرى فكانت قزحية العين، تلك السمة المبهرة، فلا مجال للعبث بالعين أو تحريفها، أثبتت التقنية نجاحاً مبهراً لتطبيقات قزحية العينين، ودقة يكاد ينعدم معها الخطأ وديمومة أكثر مما سواها.
ولأن التقنية لا سقف لها وحد، فكر الإنسان في سمة أكثر دقة وأبعد عن التغيير أو التعديل أو التزوير، فكانت صرعة الأوردة الدموية سواء في الكف أو الأصابع، حيث وجد أن لكل عضو في الإنسان هندسة فريدة وثابتة لشبكة الأوردة الدموية تميزه عن غيره، فكانت أحدث إهداءات العلم القني للبشرية وما زالت الأبحاث على قدم وساق والمطورون يكدحون على مدار الساعة للوصول إلى أفضل النتائج وتجاوز السلبيات، وما زال علم السمات الحيوية رغم إبهاره لنا في مهده والمستقبل الحيوي ثري بالمفاجئات.