تقنيات كشف وصد المنتحلين


كما قلنا في السابق، أن الحال بين مطوري أنظمة السمات الحيوية والمخترقين هو صراع محتدم، ولأن الأمر يعني الكثير للمنتحل فهو على استعداد لتسخير كل طاقاته وقدراته لابتكار طرق وحيل لخداع النظام للفرار من العدالة أو طمعاً في كسب حق غير مشروع، فكلما نجح المخترقون في ابتكار آلية جديدة للتحايل على الأنظمة الحيوية عكف المطورون للبحث والتصدي وإيجاد آليات حديثة تفشل تلك الطرق التي تطرقنا لها في موضوع سابق، ولأن الحق دائماً منتصر فقد نجحت التقنيات الحديثة في صد المنتحلين بكل جدارة، والتأكد من كون السمات الحيوية حقيقية بالفعل وليست مستنسخة أو مزورة، والحال فر وكر ولا يمكن التنبؤ عن صولات المستقبل التقنية.

أبرز الآليات الحديثة لصد الانتحال والتحايل على أنظمة بصمات الأصابع والتحقق من سلامة العينات عبر التقنيات والأساليب التالية:
  • قياس درجة حرارة الأصبع عبر دمج أجهزة استشعار في قارئ البصمة، فعند الضغط بالأصبع يقوم القارئ بقياس درجة الحرارة فإن لم تكن في النطاق البشري الطبيعي، يرفض النظام العينة باعتبارها عينة وهمية سواء بلاستيكية أو من السيلكون وغيره.
  • قياس النبض في الأصبع، من خلال دمج جهاز استشعار في جهاز قراءة البصمة، فإن لم يوجد في العينة نبض، فذلك دليل على أن العينة مزورة أو وهمية، وهذه الآلية أحدث من سابقتها وأكثر دقة.
  • تغيرات الجلد الطبيعية أثناء الضغط على القارئ، وذلك برصد تغير اللون أو القياسات الدقيقة للغاية.
  • رصد مسامات التعرق في الجلد أثناء قراءة بصمة الأصبع.
أبرز الآليات الحديثة لصد الانتحال والتحايل على أنظمة التعرف على قزحية العين والتحقق من صحتها:
  • رصد تغير نسبة قطر بؤبؤ العين إلى نسبة قطر القزحية عند تغير مستويات الضوء، فإذا لم يتم رصد أي تغير في تلك النسبة، فذلك برهان أن صورة تلك العين وهمية والذي أمام الكاميرا عين غير حية أو حقيقية.
  • رصد حدقة العين الداخلية عبر التأكد من وجود حدقة حقيقية باستخدام خوارزميات معينة داخل النظام. 
  • تتبع حركة جفن العين، فالعين الحقيقية لا تخلو من تحرك جفن العين ولو بجزء صغير للغاية، فإذا لم يرصد النظام أي تحرك لجفن العين، فذلك يعني أن تلك العينة المقدمة للكاميرا صناعية ووهمية.
  • زرع مصابيح "ليد" صغيرة في الكاميرا لرصد انعكاس الضوء على قرنية العين، حيث أن القرنية الطبيعية تعكس الضوء عن طريق ظهور نقطة صغيرة عليها، مع عدم تأثير ذلك على صورة وبيانات القزحية المستخدمة للمطابقة، فإذا لم يوجد ذلك الانعكاس، يقرر النظام أن تلك العينة وهمية ومزورة.
أبرز تقنيات كشف وصد الانتحال والتحايل على أنظمة التعرف على الوجه:
  • استخدام كاميرات ثلاثية الأبعاد، لكشف الصور المطبوعة.
  • قياس حرارة الوجه عن طريق كاميرات حرارية متقدمة، لكشف مجسمات الوجه المزورة.
  • رصد حركات وتغيرات الملامح أثناء عملية التصوير، فحركة الشفاه والفم والحواجب وغيره.
ختاماً تظل التقنيات الحديثة جزءً هاماً من المنظومة الحيوية السليمة، مع أهمية وجود المشغل بشري الحدق والمدرب على التعامل مع هذه التقنيات والأنظمة واستشعار الجانب الحسي الأمني لكشف أي عمليات انتحال أو تحايل، لا سيما عند عملية التسجيل، ولعلنا نفرد موضوع مستقل بأهمية العامل البشري لنجاح منظومة السمات الحيوية لدى المؤسسات والحكومات والقطاعات الأمنية، حيث أن فشل العنصر البشري يعني وجود الخلل وفشل التطبيق وخطأ النتائج.